في 23/7/1994
(لا يوجد أي مانع شرعي في تلوين الأحرف في المصحف الشريف. بل يستحب هذا العمل تحسيناً لكتاب الله عز وجل وتسهيلاً للمتعلمين، وكذلك تذكيراً لهم بمواضع الأحكام التي تتعلق بتلاوة القرآن الكريم تجويدا. وما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، ففي كتاب (الاتقان في علوم القرآن) للإمام السيوطي ج2 ص170 وما بعدها (يستحب كتابة المصحف وتحسين كتابته وتبيينها وإيضاحها، وهذا العمل تحسين للكتابة وإيضاح لها، وسيدنا عمر رضي الله عنه اذا رأى مصحفاً زُين بالذهب، قال: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق. وهذا العمل يعين على تلاوته بالحق.
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى: نقط المصحف وشكله مستحب لأنه صيانه له من اللحن والتحريف، فقوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماءُ) لولا ضبطها بالشكل ربما حرّفها بعض الجهلة من العامة ولحنوا فيها لحناً يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله، وقد استحسن التلوين الإمام الداني كما في (الإتقان) المذكور ص171 (أرى أن يكون الحركات والتنوين والتشديد والسكون والمد بالحمرة، والهمزات بالصفرة فهذا تصريح بجواز التلوين الذي يعين على تحسين تلاوة القرآن الكريم. لذلك لا نرى مانعاً شرعياً من هذا العمل، بل نستحسنه ونشجع عليه تعظيماً لكتاب الله تعالى).