توضيح من د. عماد الدين طه حول مصحف الترجمة اللفظية

بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في البداية و قبل أي تعليق .. علينا أن نؤمن يقيناً بأن القرآن الكريم كتاب الله تعالى .. و هو سبحانه القيّوم المتكفل بحفظه و كل ما يختص به .

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9]

إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة : 17]

فهذا الإيمان يعطينا اليقين بأنه لا يوجد عمل يخدم كتاب الله و يَتِم بكماله .. إلّا بمباركة رب العالمين و رضاه .

ثانياُ .. عند مناقشة أي أمر علينا أن نتلمس فوائده للفئة الموجه لها.. فما بالك بكتاب الله الذي نزل أصلاُ للناس كافة :

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [سبأ : 28]

فالقرآن الكريم نزل بالكلام " المنطوق " عربياً ..

بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ [الشعراء : 195]

و لم ينزل مكتوباً :

وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ [الأنعام : 7[

نزل باللسان العربي المبين لأنه أصح الألسن و أكملها و أغناها من الألسن السابقة له من آرامية و غيرها من اللغات القديمة السائدة في المنطقة .. و المطلوب وصوله لِكل الناس أينما وجدوا .. مع المحافظة على النطق العربي الذي هو أصل الأمر .. للعودة إليه عند أي خلاف يطرأ على الفهم في أي زمن .. و حتى الآن نتكلم عن اللفظ , فاللفظ نزل به الوحي الكريم على سيّدي رسول الله .. و نطَقهُ لفظاً .. و ما كان له باعٌ بالكتابة أساساً , وعندما قام الكتبة الأبرار بنسخه على الجلد وغيره من وسائل التدوين المتوفرة .. كان ذلك بخط يختلف تماما عن الخط الذي نكتب به حالياً . " موجود على النت لمن يرغب و لمن لا يعلم أن الشكل القديم للنص القرآني يستحيل فهم خطه إلا للمختصين بقراءة المخطوطات الأثرية " .. و من ثم تم تطوير الخط مع الحفاظ على النطق بالإضافة إلى إضافة التشكيل و التنقيط لاحقاً و بمدد زمنية كبيرة ..

إذاً فوظيفة الخط هي أن يجعل القارئ ينطق المكتوب بأحسن أشكال اللفظ , و كلما اقتربنا للقارئ و قدمنا له ما يعينه على هذا فعملنا يكون مباركاً بإذن الله .. و إن عارضَ أحدٌ ما , أي تطور بالشروط المذكورة .. فهو عدو ما يجهل .. و نفترض به حسن النيّة و لنا التوضيح , و الهدى على الله .

سبحان من علمنا ضرب الأمثال كوسيلة إيضاح :

عندما يسافر شخص إلى مدينة أجنبية لا يعلم لغتها , فهو يشتري كتاب فيه أهم ما يحتاجه من " نطق " في تلك البلد .. و نجد في هذه النوعية من الكتب " المنتشرة أينما حللت في العالم " أن الكتابة للفّظ تكون بأحرفك التي اعتدت عليها أنت حسب لغتك الأصلية " مثلا "

يريد المسافر أن يعرف كيف يطلب فنجان شاي في انكلترا : و هو لا يعلم لغتهم أصلا و لكن عليه أن يتحدث بها : فيقرأ في الكتاب ما يلي :

> أريد فنجانا من الشاي لو سمحت .. " آي وونت اكاب أوف تي بليز " I want a cup of tea if you Please

نجد هنا ثلاثة أمور :

  1. النص الأصلي
  2. المعنى بلغتك
  3. اللفظ للنص الأصلي بحروفك أنت .

كم هذا العمل مفيد ؟ هذا فيما يخص أمور الدنيا فما بالنا بكتاب الله تعالى المطلوب تيسير تبليغه للناس أينما وجدوا .. القرآن لكل زمان ومكان , و إن استخدام أيسر الطرق و أسلمها هو ليس فقط أمراُ محبباُ .. بل هو واجب على كل قادر .

و هنالك الأهم من هذا : إنّ هذا العمل المبارك بإذن الله تعالى قد عالج مشكلة من أهم المشاكل الّتي يواجهها أي أجنبي مع الأبجدية العربية :

و هي الحروف العربية الّتي لا مثيل لها في لغته ..

أمثلة : الضاد .. العين .. القاف و الصاد ..

كيف عالجت دار المعرفة هذه المشكلة ؟

الحل الإبداعي :

تنقيط الحروف المعروفة أساساً عند الأجنبي .. و التّي هي قريبة من اللفظ العربي .. كيف ؟

الصاد : كان فيما مضى محاولات لاستخدام الحرف اللاتيني و باءت بالفشل فهي قد أبقت الصاد كالسين بلا تمييز .. فأصبحت السلاة و الصلاة تحمل نفس الرسم و القاف كاف و العين مثل الهمزة الخ .. بينما قامت دار المعرفة بتمييز الصاد عن السين بوضع نقطة أسفل

s الحرف

q و نقطة فوق الـ

للتعبير عن الحرف ق

و يأتي عندها المعلم أو القلم الناطق و يشرح للقارئ الجديد الأجنبي ( كيفية لفظ القاف بلسانه ) فتتم الفائدة بإذن الله ..

هذه مجرد أمثلة و الشرح المفصل موجود ببوستات الصفحة و على الرابط الموجود في أول تعليق .

الآن نأتي إلى ما بين أيدينا و نرى هل وافق ما ذكرته أعلاه من شروط .. الفيديو الموجود في أول تعليق يشرح ذلك .. و أنا أرى أنه حافظ على كل الشروط , و أشهد الله على ذلك .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته