دار المعرفة
مؤسس دار المعرفة خادم القرآن الكريم الدكتور المهندس صبحي طه
الدكتور المهندس صبحي طه رحمه الله تعالى
من أبرز وجوه خَدَمة القرآن الكريم المصحف الشريف في العقود الثلاثة الأخيرة، حيث أشرف على طباعة ملايين النسخ من مصحف التجويد، ونشرها في بقاع العالم انطلاقاً من دار المعرفة للنشر والتوزيع والإنتاج الفنّيّ الّتي أسّسها في دمشق عام 1986م، وأدارها حتّى رحيله إلى جوار ربّه يوم 12 شباط عام 2022م.
من مواليد مدينة دوما بريف دمشق عام 1941م، نشأ وترعرع في مدينة دمشق، حيث أكمل الدراسة الثانويّة في ثانويّة جودة الهاشميّ، ودرّسَ في ثانويّات دمشق، وتخرّج من كلّيّة الهندسة الكهربائيّة في حلب عام 1965م، وأبدع في إدارته مشاريع بوزارة الكهرباء، وألّف كتباً عدّة، منها كتاب علم الإنارة الكهربائيّة، الأمن الكهربائيّ، وجدوى المشاريع في عام 1987م، وكان مُجيداً للإنكليزيّة والفرنسيّة إلى جانب لغته العربيّة.
شرّفه الله تعالى بإتمام بُعْدٍ جديد من مراحل تدوين القرآن الكريم (الجمع و التشكيل والتنقيط) وهو تدوين التجويد عام ١٩٩٤م في مصحف التجويد، ويتمثّل بفكرة الترميز الزمنيّ واللونيّ للأحرف الخاضعة لأحكام التجويد؛ لتيسير التجويد العمليّ المباشر لقُرّاء كتاب الله تعالى، وتفريغ الذهن لفهمه وتدبّره…
وكان رحمه الله رائداً في مجال دمج التكنولوجيا بالتعلّم، فهو بالإضافة لما سبق طوّع القلم الإلكترونيّ القارئ بالتعاون مع مخترعه الصينيّ؛ ليكون شِبْهَ معلّم يتلو من الصفحات القرآنيّة المكوّدة بأصوات مشاهير القرّاء وبقراءات عدّة، ويُتيح للمتعلّم تسجيل صوته والموازنة والتصويب، إلى جانب الاستماع إلى الإعراب، والتفسير، وأسباب النزول، والترجمة لأهمّ لغات العالم… ثمّ حمّل هذه المهمّة للجوّال عند انتشاره بين أيدي الناس من خلال تقنيّة باركود الماسح الضوئيّ (QR).
أنتج برامج تلفزيونية قرآنيّة متنوّعة بثّتها الكثير من المحطّات الفضائيّة، وأصدر كتاب مذكّرات د.م صبحي طه مسيرة الرعاية الربّانيّة في ظهور وانتشار مصحف التجويد عام 2017م، وكان آخر إصدارته كتاب محمّد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم (إخراج جديد مُمَنهج للسنة النبوية ) عام 2018؛ ليقوم بعدها بنشر ترجمته إلى اللّغات الإنكليزيّة، والأرديّه، وتابع العمل على ترجمته إلى الفرنسيّة، والألمانيّة والروسيّة والتركيّة….
أدخل مصحف التجويد وبرامجه وفيديوهاته ومناشيره التعريفيّة إلى وسائل التواصل الاجتماعيّ بقوّة، فاستطاع جمع مليونين ونصف مليون إعجاب على صفحة الفيسبوك (القرآن الكريم / مصحف التجويد)، وبلور عملَه الإعلاميّ بتأسيس مقرأة مصحف التجويد اليوميّة التفاعليّة على الصفحة، ووفّر لها عوامل النجاح؛ لتكون منبرَه الذي يوضح أفكاره الإبداعيّة، بعد أن كان يتولّى المهمّة بنفسه من خلال إطلالاته على شاشات المحطّات الفضائيّة….
حصل على براءات اختراع بأفكار عديدة مع تطبيقاتها العبقريّة، منها:
- الترميز الزمنيّ واللونيّ في مصحف التجويد عام 1994م.
- الفراغ الوقفيّ الاختياريّ (في عام 2003م)، الذي ينبّه القارئ إلى مواضع الوقف والابتداء الصحيحَين في القرآن الكريم.
- جهاز المصحف المنير للتلاوة عن بُعد الذي اختراعه بالتعاون مع أخيه المهندس عدنان طه عام 2000م.
- جهاز المصحف المنير الديجيتال في عام 2002م
- جهاز مصحف التجويد الجيبيّ الديجيتال (دي بي كيو) في عام 2004.
- الترجمة اللفظيّة لجعل الأجنبيّ يقرأ القرآن الكريم كما أُنزل باللفظ العربيّ من خلال حروف لغته المحلّيّة بطريقة إبداعيّة جديدة قائمة على تنقيط بعضها؛ لتقابل حروفاً عربيّة لا مقابل لها في تلك اللغات، وقد حصل على براءة اختراع مفاتيح الترجمة اللفظيّة للغات الأجنبيّة عام 2013م.
- وحصل على العديد من شهادات حماية الملكية الفكريّه لعمله في مصحف التجويد والأعمال المنبثقة عنه في كلّ من سورية ومصر وقطر وسلطنة عمان.
كرّمته هيئات وطنيّة وعربيّة وعالميّة، ونال ميداليّات و جوائز عديدة، أهمّها:
- الميداليّة الذهبيّة من معرض الإبداع والاختراع في دمشق عام 1995م
- الميداليّة الذهبيّة من تاج الجودة العالميّة من لندن عام 2003 (عن الابتكار، والريادة، والفاعليّة، ورضا الجمهور).
- شهادة الدكتوراه في الإبداع من الاتّحاد العالميّ في فرنسا للمؤلّفين باللغة العربيّة في عام 2006.
- جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم في الإمارات العربيّة المتّحدة عن (الإبداع في خدمة القرآن) في عام 2008.
- تكريم من رئاسة الجمهورية الجزائريّة عن خدماته الجليلة للمصحف الشريف في عام 2012.
- لقب (المخترع العالميّ) من دار امتياز الجودة (SUNL) التابعة لهيئة البورد العربيّ الأوربيّ الأمريكيّ في عام 2013
- شهادة درجة الدكتوراه بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف من كلّيّة التنميّة البشريّة المستدامة بالتنسيق مع كلّيّة تنمية الدراسات الإسلاميّة الاستراتيجيّة في جامعة الحياة الجديدة من لبنان عام 2014م
أفنى الدكتور المهندس صبحي طه العقود الثلاثة الأخيرة من عمره في التعريف بمصحف التجويد، والذود عنه، وإزالة الالتباسات الذهنيّة التي وقع بها بعضُ العاملين في حقل العمل القرآنيّ، واستطاع بإخلاصه لفكرته الإبداعيّة، وحنكته المشهود لها أن يقنعهم بضرورة المشروع الذي أيّده به، و أفتاه بالعمل فيه معظم كبار العلماء في سورية والعالم العربيّ والإسلاميّ…
ورغم محاولات التشويش التي قادها بعض الحاسدين وقصيري النظر وضيّقي الأفق، فقد كتب الله تعالى لإنجازاته القبول والتأييد والانتشار في أرجاء المعمورة، وكانت مشهديّة وداعه على وسائل الإعلام العربيّة والعالميّة، ووسائل التواصل الاجتماعيّ، وفي جنازته بمصر، وخلال مجالس العزاء في دمشق والقاهرة وبيروت والرياض واسطنبول تعبّر عن عميق محبّةٍ وتقديرٍ ألهمهما الحقّ لأشراف الخلق، ولاسيّما أهل العلم والفضل، والفنّ والأدب، واتّحاد الناشرين العرب، واتّحاد الناشرين السوريّين… الذين رثَوه بخطب ومقالات عظيمة فاقت كلّ التوقّعات….
رحم اللهُ تعالى عبدَه الدكتور المهندس صبحي طه خادم القرآن الكريم، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة مع خاتم الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الطاهرين أجمعين، وآخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمين.
الفاتحة
أعوام عديدة من النضال لنشر فكرة الترميز الزمني واللوني في القرآن الكريم

أعوام عديدة من النضال لنشر فكرة الترميز الزمني واللوني في القرآن الكريم

نبذة سريعة عن حياة خادم القرآن الكريم الدكتور المهندس صبحي طه ( رحمه الله )

قصة مصحف التجويد ومبدع ترميزه



